قال: أظنك تعرف عنهم مثلما تعرف عن ابن خلدون والغزالي.
قال: أما هذان فما أعرفهما!
قال: فمثلما تعرف من سيرة أبي حنيفة والشافعي؟
قال: إذن أسقط في الامتحان، إن كل ما أعرف عن أبي حنيفة والشافعي أنهما أبو حنيفة والشافعي. ولكن أعرف تاريخ الحضارة الأوربية في القرون الوسطى، وأعرف وقائع نابليون كلها.
قال الرجل: مثلما تعرف عن وقعة اليرموك والقادسية؟
قال: ليس في تاريخنا يرموك ولا قادسية!
قال الرجل: حسبك، حسبك.
ونظر إليّ نظرة كانت أبلغ من خطبة، ومسح دمعة الشرف التي سالت على خده، ثم قام مودعاً، وأنا أودّ لو تبتلعني الأرض.
***