قالت: لا أدري.
قال: من هو أبو بكر؟
قالت: ما هذا تاريخنا. نحن لم نصل إلى هذا، سلني عن الحثيين، عن العبرانيين، عن ...
فكاد يطير عقل الرجل من رأسه، وما من رجل عربي مسلم لا يطير لمثل هذا عقله، وقال لي: أفتقرأ ناشئتكم تاريخ الحثيين والعبرانيين قبل أن تعرف سيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبل أن تعرف من هو أبو بكر رضي الله عنه؟
قلت وأنا أرشح عرقاً: هذه طفلة لا تفهم، سَلْ هذا فهو في الصف الابتدائي الأخير.
فقال لهذا: تعال يا بنى، أخبرني عن سيرة محمد بن القاسم الثقفي؛ الفاتح العظيم.
قال: هذا ما قرأناه، ولكن إن شئت أخبرتك عن سيرة نابليون.
فحوقل الرجل واسترجع، وقال: إذن فاحكِ لي تاريخ سيف الدولة صديق الشعراء ومشجع الأدباء.
قال: ما درسناه. ولكن إن شئت حكيت لك تاريخ لويس الرابع عشر، فإنه صديق الشعراء، ومشجع الأدباء، ولولاه ما نشأ -من بعد- مونتسكيو وروسو وفولتير.
قال: ومن هؤلاء؟
قال: أدباء وكتاب.