وأوسعهم ذمة فنبذناهم، وطال عليهم الأمد فنسينا فسادهم، ورجعنا نصفق لهم وننحني لهم لنرفعهم على رؤوسنا مرة أخرى؟

أما يضحك علينا رجالٌ كلما أذن مؤذن الانتخاب ويعدوننا نعيم الجنة في الحياة، ويحلفون لنا -ليخدعونا- أنهم يُجرون بردى لبناً وعسلاً، ويفرشون الطرق بسطاً ويلبسون الفقراء حريراً، فإذا انتخبناهم كانت مواعيدهم كمواعيد (السيد) عرقوب ... ثم تتجدد الانتخابات فيعودون إلى الضحك على ذقوننا ونعود إلى انتخابهم؟

فمتى نصير أمة متيقظة عاقلة لا نائمة ولا مغفلة، نتخذ لكل رجل من رجال السياسة دفتراً كدفتر التاجر فيه «من» و «إلى» نقيد له فيه ما له ونسجل له ما عليه، لنرى كم أعطى الأمة، وكم أخذ منها؟ ماذا كان يملك من قبل وما يملك الآن؟ كيف كان يعيش هو وأهله وكيف يعيش اليوم؟ هل صدق الوطنية أم اتخذها تجارة رابحة؟

متى نفرق بين الصالح والطالح، والخيّر والشرير، ولا نكون مغفلين ننسى مواضي الرجال، ونُخدع مثل الأطفال؟

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015