زاحم بعود أو فدغ (?)

العود، بفتح العين وسكون الواو: الجمل المسن. وهذا من أمثال العرب، ومعناه: لا تستعن إلا بأهل السن والتجربة، ويمكن أن يوجه هذا المثل أيضًا على معنى: لا تنافس ولا تغالب إلا بشيء ذي قدر ونفع.

وقد تذكرت هذا المثل حين كنت بدولة الإِمارات العربية المتحدة منذ شهور، أستاذا زائرًا بجامعة العين، وفي الفندق الذي كنت أنزل به أتيحت لي فرصة طيبة لرؤية القنوات الفضائية العربية، فرأيت شيئا مَعجبًا حقا، سواء في قنوات أبو ظبي ودبي والشارقة أو في سائر الفضائيات الأخرى. في هذه الفضائيات ترى ألوانًا رفيعة من الدين والأدب والفن والسياسة والاجتماع والرياضة، إلى القضايا الساخنة

والحوارات الجادة بين أطراف متباعدة فكرًا ومكانًا بحيث أصبح التلفزيون أداة تثقيف وإنارة، وفارقته مسحة الإِملال التي يشكو منها الناس.

أرى هذا كله ثم أقارن بينه وبين ما تقدمه قناتنا الفضائية المصرية، فلا أخرج من المقارنة إلا بما قاله حافظ إبراهيم:

وزعيمهم شاكي السلاح مدجج ... وزعيمنا في كفه منديل

إن برامج الفضائية المصرية فقيرة بجانب ما تقدمه أخواتها العربيات، ومعظم ما تقدمه قناتنا: أفلام ومسرحيات ومسلسلات، إلى جانب بعض البرامج الخفيفة، مثل: أغاني الأفلام، وأغاني وأماني، وسباق الأغنيات، ونجم على الهواء، بحيث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015