لكني أشهد أن بعض هذه الندوات تعالج قضايا جادة، وتتناول شخصيات كبيرة، وأنها يعد لّها إعدادًا جَيدا، َ ولكن ي فُسد ذلك كله المصانعة والاستخفاف، والمشاركة دون الاحتشاد وامتلاك الأدوات، وانظر الكلمة الأخيرة في عدد سابق من الهلال لأستاذنا الدكتور الطاهر أحمد مكي".

ثم أشهد أيضًا أن من بين هؤلاء "الندواتية" أناسًا أَهل فضل وعلم، ولو أنفقوا هذا الوقت مع تلاميذهم في الجامعة، أو مع كتبهم وتصانيفهم لكان ذلك أنفع وأجدى على الفكر والأدب؟ لأن كثيرًا مما يطرح في هذه الندوات ومثلها المؤتمرات العلمية كلام في كلام، وقديمًا ما نبَّه الناس إلى أن كثرة القول مفسدة للعمل، فقال القائل: "زيادة القول تحكي النقص في العمل"، وقال أبو العلاء في لزوميًّاته:

إذا كثر الناس شاع الفساد ... كما فسد القول لما كثر

والله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015