الجزار الثالث (?)

من شعراء العصر المملوكي البارزين أبو الحسين الجزار المتوفى (679 هـ). كان جزارًا بفسطاط مصر، ورث الجزارة عن أبيه، واشتغل بها إلى أن عرف بالشعر، وتقدم به إلى السلاطين والملوك، فنال جوائزهم وعاش في رحابهم، وكان ظريفًا صاحب طرائف في شعره وفي سلوكه، يقول عنه ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب 5/ 364: "شاع شعره في البلاد وتناقلته الرواة".

وفي منتصف الخمسينات قدم الأستاذ الإِذاعي طاهر أبو زيد في برنامجه الشهير "جرب حظك" جزارًا مثقفًا، يقرأ الأدب، ويسمع الموسيقى الكلاسيك، وكان اسمه على ما أذكر "عزت أبو نقاية"، فهذا هو الجزار المثقف الثاني.

أما الجزار المثقف الثالث فقد التقيت به في الشهر الماضي بمقهى من مقاهي حي "جليم " بالإِسكندرية.

ففي ضحى يوم كنت أجلس بهذا المقهى إذ دخل رجل ربعة موفور الجسم، يلبس خواتم ذهبية ضخمة وتتدلى من رقبته سلسلة ذهبية تلمع من ثنايا قميص ملون، ثم جلس وطلب "شيشة" اعتنى بإعدادها عامل المقهى عناية ظاهرة تضاءلت بجانبها "شيشتي" المتواضعة، فقلت: آه، هذا معلم كبير، ولا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده، لكن شدني إليه مجموعة من الكتب والمجلات، وضعها بجانبه، لمحت منها مجلة عالم الفكر ومجلة العربي ثم كتاب الدكتور نصر حامد أبو زيد، فاستأذنته في رؤية كتاب الدكتور نصر، فقال لي: ما لك ولهذا الكتاب؟ فأجبته بسؤال: وهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015