الرسائل الجامعية .. و .. ساعة ثم تنقضي (?)

الدراسات العليا الجامعية هي أعلى دراجات السلم التعليمي، وهي ذؤابته وسنامه، وهي غاية كل طالي علم ومنتهى أمله، ثم هي الصورة الصادقة للأمم وحظها من التقدم والرقي، ولجامعاتنا المصرية في ذلك قدمه وتاريخ وأثر (يسعدني كثيراً أن أرى في المؤتمر العام لمجمع اللغة العربية بالقاهرة الأستاذ الدكتور شوقي ضيف، وعن يمينه الأستاذ الدكتور ناصر الدين السيد، وعن يساره الأستاذ الدكتور شاكر الفحام، وهما من تلاميذه، ومن أعلام الأمة العربية).

والذين شاهدوا مناقشة الرسائل الجامعية في الخمسينات والستينات ثم يشاهدونها الآن فروقاً واضحة بين ما كان وما هو كائن، وليست من الذين يرون الماضي خيراً كله، وأن الحاضر شر كله، ففي الناس بقايا خير، كما يقول الحافظ الذهبي (سير أعلام النبلاء 7/ 250) ولن تخلو الأرض من قائم لله بحجة، كما يقول العز بن عبد السلام (البرهان في علوم القرآن للزركشي 1/ 379)، ولكننا بإزاء مقارنة وموازنة ليست في صالح الحاضر.

ولست أريد من هذه الفروق، الفروق العلمية، فلذلك حديث آخر، وإنما أريد تلك الفروق التي تتصل بالهيئة التي تتم بها مناقشة الرسائل، ثم بأسلوب بعض الأساتذة المناقشين في استقبال ذلك الأمر الجليل، وطريقتهم في إدارة الحوار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015