ذيل الأعلام .. ومغالبة الهوى! (?)
تأليف: أحمد العلاونة
حين عالجت تحقيق ونشر بعض النصوص التاريخية، ظهر لي أن شطراً كبيراً من حضارتنا العربية والإِسلامية لا يظهر إلا من خلال كتب التراجم، وان مصادر التاريخ الإِسلامي على نهج الحوليات والحوادث العامة، كالطبري والمسعودي مثلاً، ليست هي الصورة الكاملة لذلك التاريخ.
ثم نظرت إلى من أسعدني زماني بمعرفتهم من علماء العصر، في مصر وفي غير مصر، فرأيت من علمهم وآثارهم كل غريبة وعجيبة، وهو علم معرّض للضياع إذا لم يدوَّن ويسجل، فتمنيت أن لو أتيح لفن تراجم الأعلام المعاصرين من يصل عمل الزركلي، على النهج الذي سلكه، أو على نهج مقارب له، ولم يطل الانتظار، فقد نهد إلى هذا العمل باحث من الأردن، وهو الأستاذ "أحمد العلاونة"، وقد أعدّ للأمر عدته، وأخذ له أخذه، فشرع يجمع بجهده، ويتصل بمن يتوسم فيهم المعرفة من الأقطار العربية، ممن لهم عناية بالتراجم وتاريخ الرجال، فسأل واستفسر وطلب العون، فأجيب إلى سؤله، وحين اجتمع له قدر من هؤلاء الأعلام، ترجم لهم في ذلك الجزء الذي جاء في (368) صفحة من القطع الكبير، وقد صدر عن دار المنارة بجُدة - السعودية - 1418 هـ - 1998 م.
وسمَّى الباحث كتابه "ذيل الأعلام"، و "الذيل" تسمية قديمة يراد بها تكميل العمل الأول، أو الاستدراك عليه، مثل: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار، والأصل