التكريم، هما محمد منير الدمشقي، وحسام الدين القدسي، فقد كان لهذين الناشرين العظيمين اثر ضخم في نشر الكتب الموسوعية.
وإن نشاط هؤلاء الشوام في مصر، وهناك غيرهم من المغاربة مثل الحاج محمد الساس دليل على سماحة مصر ورحابة صدرها.
ولا يبقى إلا سؤال واحد هو: أين مكان الأحفاد من نشاط الأجداد؟
لا أكاد أرى أثراً لنشاط مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ودار المعارف أوقفت نشر "ذخائر التراث" واكتفت بإعادة ما طبعته، وبقية الدور خافتة الصوت، ولست أرى من واصل مسيرة جده إلا محمد أمين الخانجي، فلا يزال حريصاً على طبع الكتاب التراثي بعناية وجمال إخراج.
بل إن مما يؤلم النفس ويورث الحسرة أن بعض هؤلاء الأحفاد قد أعطوا إذناً مكتوباً لمزوِّري الكتب في بيروت أن يطبعوا تراث أجدادهم، وتنازلوا عن حقوقهم، وحين طبعت الكتب مصورة في بيروت نزع منها اسم المطبعة الأولى وتاريخ النشر، وبذلك شارك هؤلاء الأحفاد في اغتيال تاريخ أجدادهم، بل اغتيال تاريخ مصر العظيم، والله المستعان على كل بلية.
* * *