كتب الأستاذ سامح كريم في "الأهرام الأدبي" من الأسبوع الماضي كلمة سمَّاها: "تاج العروس والاهتمام بتراث الأجداد"، وقد نشر بهذه الكلمة أمجاداً وآثاراً وأشجاناً.
أما الأمجاد ففد تجلَّت في شخصية أبي الفيض المرتضى محمد بن محمد الهندي مولداً، الزَّبيدي - بفتح الزاي - اليمني نشأة، المصري حياة ووفاة. وهو علم من أعلام النهضة العربية في القرن الثاني عشر الهجري - الثامن عشر الميلادي (توفي سنة 1205 هـ يوافق 1790 م) أي قبل دخول نابليون بحملته مصر بثماني سنوات.
وهذه الحقبة من الزمان يصنِّفها بعض أهل زماننا بعصور الظلام والاحتلال العثماني لمصر، وواقع تاريخنا الفكري يقول غير هذا.
ففي ذلك الزمان وما قبله ببعض العقود، شهدت الساحة العربية أعلاماً كباراً، جمعوا تراث العرب وأضاءوه وأحيوه ونفخوا فيه. يذكر التاريخ منهم: عبد القادر البغدادي صاحب "خزانة الأدب"، والشوكاني صاحب "فتح القدير"، و "نيل الأوطار"، وصاحبنا الزَّبيدي فى كتابه " تاج العروس "، و "إتحاف السادة المتقين في شرح إحياء علوم الدين".
ويُعد " تاج العروس " أكبر معجم عربي فاق "لسان العرب" لابن منظور، فقد بلغ مجموع جذور اللسان (9273) جذراً، على حين بلغ مجموع جذور التاج