أزهى سنوات ذلك المعهد، وكان من أنشط وألمع من تولوا إدارة المعهد، وهو الذي حرك المعهد في أنشطته المختلفة، من تصوير ونشر وفهرسة، وكان أول رئيس تحرير لمجلة المعهد.
ومن المغرب عرفت أسماء كبيرة في علم المخطوطات، مثل محمد العابد الفاسي أمين المخطوطات بمكتبة القرويين بفاس، وكان جبل علم، مات وفي صدره الكثير، ومحمد إبراهيم الكتاني أمين المخطوطات بالخزانة العامة بالرباط، وله دراسات كثيرة حول علم المخطوطات، وله أيضاً اكتشافات جيدة في نسبة المخطوطات المجهولة إلى أصحابها، أذكر منها هنا اكتشافه لنسبة مخطوطة الجزء الثاني من كتاب «تذكرة النحاة» لأبي حيان الأندلسي، وعبد السلام بن سودة صاحب كتاب «دليل مؤرخ المغرب الأقصى»، والعلامة التقي التقي بقية السلف الصالح الشيخ محمد المنوني، زين المغرب الأقصى، ونور الرباط وبهجتها، جلست إليه ورويت عنه، وهو إلى جانب اشتغاله بعلم المخطوطات باحث عظيم، وله تحقيقات وتصانيف جياد - وبخاصة في تاريخ المغرب ومظاهر نهضته، ويبذل علمه في سخاء وأريحية لكل من يقصده أو يكاتبه، أطال الله في النعمة بقاءة.
وعرفت أيضاً من علماء المخطوطات: إبراهيم شبوح بتونس، ومحمد بن شريفة بالمغرب، ومن المملكة العربية السعودية علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر، وعبد الرحمن بن سليمان العثيمين، ومن اليمن القاضي إسماعيل الأكوع، وأخاه القاضي محمد الأكوع، وعبد الله الحبشي، وهو باحث جيد، ومن العراق أسامة القنشبندي، وقاسم السامرائي، وله اهتمام خاص بتاريخ الورق وصناعته، ومن الكويت عبد الله يوسف الغنيم، وله اهتمام خاص بمخطوطات الجغرافيا العربية، ومن تركيا رمضان ششن.
وإنما استكثرت من ذكر هذه الأسماء - وقد عرفتها من خلال اشتغالي بهذا العلم سنوات ذات عدد - لأدلل على أن عالم المخطوطات في عالمنا العربي يرتبط