فنونها المختلفة، فالعسر الذي يجده الباحث في هذين المعجمين الكبيرين لا ينبغي أن يعمم على سائر المعاجم العربية.

ثانياً: ابن منظور من علماء القرن الثامن والزبيدي من علماء القرن الثاني عشر، وقد سبقتهما جهود كثيرة في التأليف المعجمي، وهذه التآليف خضعت لمناهج مختلفة في المادة والترتيب، وكلها قائمة على اليسر والسهولة، مثل الصحاح ومختاره، وأساس البلاغة للزمخشري، والمصباح المنير للفيومي.

ثالثًا: هناك طائفة من المعاجم اللغوية قائمة على فكرة الأبنية، فالمنهجية تحكمها، والغاية فيها واضحة، مثل إصلاح المنطق لابن السكيت (244 هـ) وديوان الأدب لأبي إبراهيم الفارابي (350 هـ) وهو غير الفارابي الفيلسوف، ومثل كتب الأفعال لابن القوطية (367 هـ)، وللسرقسطي (بعد 400 هـ) وابن القطاع (515 هـ) إلى جانب معاجم الأضداد والمشترك اللفظي، ومعاجم المعاني، والأجناس اللغوية، وأعلاها المخص لابن سيده (458 هـ)، ثم معاجم الموضوعات الخاصة، مثل معاجم غريب القرآن وغريب الحديث، وما كتب في خلق الإنسان والبهائم والحشرات والإبل والخيل والنبات، والمطر واللبن، وما كتب في نوادر الأبنية.

رابعاً: مما ينبغي أن يضم إلى المعجم اللغوي تلك المؤلفات التي عنيت بشرح ألفاظ ومصطلحات العلوم، وهذه المؤلفات تقسم إلى قسمين:

(أ) مؤلفات عامة، تجمع المصطلحات المستخدمة في كافة العلوم الإسلامية - بما فيها علوم اللغة العربية - أو في أكثر هذه العلوم دون تمييز.

(ب) مؤلفات خاصة، يفرد كل منها لمصطلحات علم واحد، أو مجموعة قليلة من علوم متقاربة.

ومن أشهر مؤلفات القسم الأول: مفاتيح العلوم للخوارزمي (387 هـ)، والتعريفات للسيد الشريف الجرجاني (816 هـ). والكليات لأبي البقاء الكفوي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015