العربية. ويزعم المستشرق الألماني كرنكو أن «عبيد بن شرية شخصية وهمية اخترعها ابن النديم، وكتب بذلك إلى خير الدين الزركلي، وقد نفت نبيهة عبود الشكوك التي ثارت حول أخباره - انظر تحقيق ذلك في: الأعلام للزركلي 4/ 341، وتاريخ التراث العربي لمحمد فؤاد سنركين: المجلد الأول. الجزء الثاني. التدوين التاريخي ص 32، ومصادر الشعر الجاهلي لناصر الدين الأسد ص 240، والأمثال العربية القديمة للمستشرق الألماني زلهايم ص 51.
ولا يزاحم التاريخ في أولية التصنيف في علومنا إلا ما ذكر به من ذلك التأليف النحوي الذي قام به أبو الأسود الدؤلي بتكليف من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، حين فشا اللحن بين الناس وخيف على القرآن الكريم، وذلك في الخبر الذي ذكره الوزير القفطي المتوفى سنة 624 هـ، قال: «ورأيت بمصر في زمن الطلب بأيدي الوراقين - أي باعة الكتب أو النساخ - جزءاً فيه أبواب من النحو، يجمعون على أنها مقدمة علي بن أبي طالب التي أخذها عنه أبو الأسود الدؤلي». إنباه الرواة على أنباه النحاة 1/ 40.
ومهما يكن من أمر فإن علم التاريخ عند المسلمين من العلوم الضخمة، ويوشك هذا العلم أن يكون نصف المكتبة العربية. وانظر تصديق ذلك في: علم قوائد الكتب (البيليوجرافيا العربية) مثل الفهرست لابن النديم، ومفتاح السعادة لطاش كبري زاده، وكشف الظنون للحاج خليفة، وذيله المسمى: إيضاح المكنون لإسماعيل باشا البغدادي، ثم انظر من المصنفات الحديثة في هذا العالم - علم قوائم الكتب -: «اكتفاء القنوع بما هو مطبوع» لإدوارد فنديك، و «معجم المطبوعات العربية والمعربة» ليوسف إليان سركيس، و «تاريخ الأدب العربي» للمستشرق الألماني كارل بروكلمان، و «تاريخ التراث العربي» للدكتور محمد فؤاد سنركين، ثم انظر في فهارس المكتبات العامة الكبرى الموزعة على الفنون، بل ادخل مكتبة من المكتبات الخاصة التي يعنى أصحابها بجمع الكتب، وسترى في ذلك كله غلبة ظاهرة لعلم التاريخ.