المصرية، يقرأ وينسخ، فظهر نبوغه ولفت إليه الأنظار، فاتصل به الشيخ علي محمد الضبَّاع، شيخ المقارئ المصرية يومئذ، واستعان في تحقيقات القراءات العشر الكبرى.
وكان رحمه الله حجة في رسم المصحف الشريف، وقد شارك في تصحيح ومراجعة كثير من المصاحف التي طبعت بمطابع الحلبي والشمرلي، والمطبعة الملكية في عهد الملك فؤاد والملك فاروق رحمهما الله.
وحين أنشئ معهد القراءات تابعاً لكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف، سنة 1943 م كان الشيخ على رأس مشايخه وأساتذته، فتخرَّجت على يديه هذه الأجيال الكريمة من خدمة كتاب الله والعارفين بعلومه وقراءاته بمصر وخارج مصر.
ولما أنشأت مصر - غير مسبوقة - إذاعة القرآن الكريم سنة 1963 م، وقدمت من خلالها (المصحف المرتل) أشرف الشيخ على التسجيلات الأولى من هذا المشروع العظيم، وكانت بأصوات المشايخ: محمود خليل الحصري، ومصطفى إسماعيل، ومحمد صديق المنشاوي، وعبد الباسط عبد الصمد، ومحمود علي البنا رحمهم الله أجمعين.
وعلى ذكر الإذاعة فقد كان شيخنا عضواً بارزاً في لجنة اختيار القراء، وكان سيفاً بتاراً، حازماً صارماً في غربلة الأصوات وإجادتها، ولم يكن يقبل الميوعة أو تجاوز الأصول في القراءة والأداء، وطالما اشتكى منه القراء، ورموه بالتعسف والتشدد، وضغطوا عليه بوسائل شتى، ولكنه لم يلن ولم يضعف، وكذلك كان يفعل في لجنة اختيار القراء الذين ترسلهم وزارة الأوقاف المصرية إلى البلدان العربية والإسلامية في شهر رمضان. وقد حُورِب كثيراً في لجنة اختيار القراء بالإذاعة المصرية، وطُلب إقصاؤه أكثر من مرة، وكان الذي يقف وراءه مدافعاً ومنافحاً: الشَّاعر الفحل محمود حسن إسماعيل، إذ كان مستشاراً ثقافيّاً بالإذاعة المصرية، رحمهما الله تعالى.