والكشافات تيسيراً وتسهيلاً، كما فعل «وستنفلد» في نشرته لكتاب البكري، وكما صنع شيخنا عبد السلام هارون رحمه الله في فهارس «تهذيب اللغة» للأزهري، ومن الطريق هنا أن شيخي محمود محمد شاكر حفظه الله لا يزال حريصاً على ترتيب مواد اللغة على طريقة الباب والفصل (أصل الاشتقاق).

إنَّ البرّ بتراث الآباء والأجداد، واحترام التاريخ، يقتضينا أن نأخذ بأيدي أبنائنا إلى ذلك الموروث، نخوض بهم لججه، ونسلك معهم دروبه، ونفتح لهم مقفله، وهكذا تتواصل أجيال المعرفة، فيحرص اللاحق على إرث السابق، ويصونه كما يصون كرام الأبناء ودائع الآباء. أما إذا لجأنا إلى إعادة الترتيب والاختصار وما أشبههما فإننا نباعد بينهم وبين تاريخهم، ونتركهم كالذي لا يعرف من النهر الكبير إلا ما يأتيه به الجدول الصغير.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015