مضجعه - أنه كان يحبهم ويعظمهم ويراهم سبباً في شهرة أبناء عصرنا، يقول في خاتمة مقدمته لكتاب منال الطالب في شرح طوال الغرائب لابن الأثير (ج 1 ص 49):
(وغفر الله لنا، فقد جئنا إلى هذا التراث: لننال به الشهادات ونرتقي عليه إلى المناصب، ونطلب به المثالة عند الناس، ثم لم نعطه حقاً من الدرس والتأمل والاقتداء.
ورحم الله النضر بن شميل، فكأنه كان يعنينا حين قال قولته العظيمة في الخليل بن أحمد، شيخ العربية، يقول النضر: «لقد عاش الخليل بن أحمد في مربد من مرابد البصرة لا يجد قوت يومه، وأصحابه يأكلون بعلمه الأموال».
ويعيب على محققي التراث المرتزقين هذه الأيام حرصهم على أن يملأوا هوامشهم بما لا يتصل بالنص لتضخيم الكتاب.
وفي خصم الحديث عن العلماء والشيوخ لا ينسى ورَّاقي العصر الذين كنا نختلف إليهم نبحث في مكتباتهم عن نوادر المطبوع كالطيب وخربوش وغيرهما، ولم أكن أظن أنني سوف أجد ذكراً لهم في كتاب أو مقالة كان لهم فضل في إرشاد كاتبها إلى بعض مادتها، يقول - رحمه الله -: «وما أكثر ما وجدنا عندهم مما حفيت أقدامنا في البحث عنه في دور النشر وعند سماسرة الكتب، وفي مقدمة هؤلاء الورَّاقين الشيخ علي خربوش، وزكي مجاهد، ومحمد العبادي، ومحمد الطيب، وحجازي صاحب المكتبة الحجازية بالإسكندرية وغيرهم». (المدخل ص 142).
أما وفاؤه فأنت تراه في مواضع كثيرة مما كتب، وهي طبيعة صاحب النفس الصافية التي لا تحمل حقداً ولا تنسى فضلًا، ويذكر من هؤلاء الذين أحسنوا إليه «الشيخ الأصولي الفقيه عبد الغني عبد الخالق الأستاذ في كلية الشريعة، محقق كتاب آداب الشافعي ومناقبه، لابن أبي حاتم الرازي، وكان صاحب غرائب وعجائب ...