عليه وسلم- هو بين أمرين أحلاهما مر:
إما أن يزعم أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- علم هذه العبادة ولكنه لم يخبر بها، وهذا اتهام للرسول -صلى الله عليه وسلم- بالخيانة في التبليغ. وإما أن يزعم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يعلم أن هذه عبادة وقربة، وأن هذا المسكين علم شيئًا لم يعلمه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وهذا اتهام للرسول -صلى الله عليه وسلم- بالجهالة والضلالة.
ومن المعلوم المقطوع به أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أعلم الخلق بربه، وأنه بلغ ما أنزل إليه من ربّه، وقد شهد له بذلك أصحابه في الجمع الحاشد في حجة الوداع، فما دام الأمر كذلك فإنه لم يبق إلاّ أنَّ العادات المبتدعة المستحدثة ضلالة تهلك صاحبها وتوبقه، وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يستفتح خطبته بالحمد والثناء على الله، ثم يقول: "أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة" (?).
وفي رواية: "وكل محدثة بدعة، وكلْ بدعة في النار" (?).
وفي حديث آخر "وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة" (?).
والعبادات المبتدعة لا تقبل من صاحبها، بل هي مردودة وصاحبها موزور غير مأجور، فقد ثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو ردّ" (?).
وفي رواية لمسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".