ففي الحديث الصحيح: "مَا أَطْعَمْتَ زَوْجَتَك فَهُوَ لَكَ صَدَقَة، وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَة، وَمَا أَطْعَمْتَ خَادِمَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهوَ لَكَ صدَقَة" (?).
وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لسعد بن أبي وقاص: (?) "إنكَ لَنْ تنْفِقَ نَفَقَةً تبْتَغِي بِها وَجْهَ الله إِلاَّ أُجرْتَ عَلَيهَا، حتى ما تَجْعَلُ في فِي امْرَأَتِكَ" (?).
وقد مدح الله الذين ينفقونَ أموالهم ابتغاء مرضاة الله: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرًا وَعَلاَنِيَةً، فَلَهُمْ أَجْرُهمْ عندَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْف عَلَيْهمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (?).
قال ابن كثير في هذه الآية: "هذا مدح منه تعالى للمنفقين في سبيله ابتغاء مرضاته في جميع الأوقات من ليل أو نهار، والأحوال من سر وجهر، حتى أنَّ النفقة على الأهل تدخل في ذلك" (?). وساق حديث سعد بن أبي وقاص، وحديث الِإمام أحمد الذي أورده في مسنده: "إِنَّ الْمُسلِمَ إِذَا أَنْفَقَ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً يَحْتَسبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً"، وهو في الصحيحين (?).
وقد عدّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- إتيان المسلم شهوته صدقة، ففي الحديث: "أَوَ لَيْس قَدْ جَعَلَ الله لَكمْ مَا تَصَدقُونَ بهِ؟ إِنّ بِكُلِّ تَسْبيْحَةٍ صَدَقَةً، وَكُل تَكْبِيْرَةٍ صدَقَة، وَكلّ تَحْميدَةٍ صدَقَة، وَكُلّ تَهْلِيلَةٍ صدَقَة، وَأَمْرٌ باَلمعروف صدَقَة، وَنَهْيٌ عَنِ الْمنْكَرِ صدقَة، وفَي بُضْعِ أَحَدكُمْ صَدَقَة".
قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟