عمارة البدن والجسد والانفصال عن خراب القالب ويكفي ذلك القدر من العلم وهذا لعمري منهج قويم ومذهب الاستقامة. وقال جمهور المحققين ان الروح هي الحياة وان الحياة عرض يقوم بالحي. فمتى وجد فيه يكون حيا واذا عدم فيه فقد حصل ضده وهو الموت. والدليل عليه أن المحدثات على نوعين صفة وموصف باتفاق العلماء، ومحال أن تكون الروح موصوفا جسما له لأن الجسم والجوهر لا يصيران صفة الحي وانما يكون مجاورا فالمجاور لا يكتسب صفة ولا وصفا لما جاوره ولا يوجب التغير والتبديل وكان يجب أن يكون القالب خاويا كما كان اذا جاور الحي ميتا أو جمادا فلما كان الأمر بخلافه علمت أن الروح غير جسم والدليل عليه ان الروح لو كانت جسما أو جوهرا لصح أن يكون حيا وقابلا لسائر الأعراض والجواهر. وذلك محال في صفة الروح فاذا ثبت هذا ثبت أن الروح صفة وهذا ظاهر لا إشكال فيه فان قلت بقي أشد من أشده فقد خالفت صاحبك الأشعري الألمعي وخالفت الكتاب، فإن الله تعالى يقول قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ

فلو كانت الروح صفة ما صح قبضها لأن الصفة لا تقبض وكيف ترفع في حواصل طيور خضر والجواب أن نقول عرفت شيئا وغابت عنك أشياء. أما صاحبي فما خالفته فانه أحد قوليه المنصور في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015