فيها زهاء خمسمائة قول وشرح ذلك يقتضي كتابا طويلا فنقدم على ذلك سؤالا وجوابا. أما السؤال قالوا قال الله تعالى وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي

فلو كانت الروح معلومة للخلق ما قال الله ذلك وما كان لهذا الكلام معنى. قلنا أجمع العلماء من أصحاب الملل والاعتقادات ان المخلوقات على نوعين لا ثالث لهما، جواهر واعراض. فالروح اما أن تكون من قبل الجواهر أو الأعراض لأنه يستحيل أن يرد الشرع بخلاف ما اقتضاه العقل فقوله وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا

أي ما أوتيتم من العلم الذي نص عليه الا قليلا من كثير بحسب ما تحتاجون اليه فالروح من المنزل النص عليه لأنه أراد أن يعرفوا ذلك بالاعتبار ويتوصلوا اليه بالدلائل والاستبصار وهذا بخلاف سؤالهم عن الطاعة لأنه لا طريق للعقل الى معرفة ذلك الا من طريق الأخبار هذا وجه التحقيق. (جواب آخر) ان ابن عباس ترجمان القرآن قال الروح ملك عظيم على بني آدم. وقال قتادة الروح جبريل وقال علي الروح ملك له سبعون ألف وجه في كل وجه سبعون ألف لسان يسبح الله بكل لسان وهو حافظ على الملائكة كما ان الملائكة حفاظ على الخلق فان كان معنى الروح هذا فكفى الله المؤمنين القتال وان كان غيره فقد اختلفوا فقال قائل نعم في الجملة ان الروح موجودة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015