في هذا الزمان يستعملونه في الأشياء المستغنية عنه والملوك المتقدمة لم يفعلوا شيئا من ذلك فكثر في أيامهم، والرعية على خمس طبقات فينزل الملك كل طبقة في موضعها حتى ينتظم أمر مملكته فمن أنزل الناس منازلهم أمن غوائلهم وقد ذكرنا في كتاب أسرار الوزارة من هذه الكتب أن اختلال أمر المملكة وزوال الدول من اصطناع السفل وتضييع أهل الشرف والحسب فالطبقة الأولى خواص الملك، والطبقة الثانية أجنحة الملك وقوادمه، والطبقة الثالثة المحترفة، والطبقة الرابعة أصحاب العاهات العجزة، والطبقة الخامسة البطلة الفسقة الفجرة، أما الطبقة الأولى فخواص الملك وهم خمس نفر الوزراء والكتاب والعارضون وصاحب البريد والحجاب وأحق الناس بأنعام الملك الحجاب والوزراء لأن الوزير نائب الملك ثم الكتاب لأنهم يعرفون أسرار الملك ثم العارضون لأنهم حفاظ العسكر ثم صاحب البريد لأنه بمنزلة سمع الملك ثم الحاجب وهو وجه الملك، فالوزير نائب الملك يحفظ دينه وماله وخزائنه وأمر مملكته ويقاسي من البلاء ما لا يقاسيه الملك، فيستحق الإختصاص والمراتب، والكاتب يحفظ سرّه وخزائنه وأمور مملكته والعارض يعرف مراتب الرجال وأحوالهم وصاحب البريد يطلعه على مصالح المملكة ومفاسدها، وقيل إن المأمون الخليفة رتب لصاحب البريد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015