الناس وحامون سفلتهم فخلع وسمل وملك اثنتي عشرة سنة، ثم ملك كسرى بن هرمز وقال: إن من ملتنا ايثار البر ومن رأينا العمل بالخير ومسالمة الكل والله أعلم.

(الباب الثاني في سياسة الملوك للرعية)

فليكن الملك لرعيته بمنزلة الوالد المشفق لأولاده فإن حدث من الرعية حادثة فليتداركها بلطفه وتدبيره لئلا يتسع الخرق على الراقع، وإن أصابهم خلل في أمر المعيشة من الطعام والشراب والكسوة والدواب أو في الذهب والفضة أو في المقام فليوسع عليهم ويلم الشعث الحادث بهم. قرأت في سير السلطان الغازي محمود بن سبكتكين رحمة الله عليه وقد أجدبت رعيته وكان له طعام فقال بعض وزرائه نبيع منهم بثمن عدل فقال: لا بل نوسع ونتصدق عليهم فإنهم رعيتنا ولا نأخذ شيئا فلا يحسن منا أن نكون في الرخاء ورعيتنا في الشدة والغلاء ثم أمر حتى أفيض عليهم فإن ضاقت البلدة بالرعية وشق عليهم المقام لازدحامهم فليزد في البلد فإن لم يمكن فلينقل البلدة إلى بلد ويأمر الملك رعيته بالزراعة والعمارة وينهاهم عن استنفاد الذهب والفضة في الأواني والأطواق واللجم والمناطق لئلا يضيق عليهم أمر المعاش فيه. قيل إن الذهب إنما ينفد من أيدي الناس لأن الملوك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015