وتعالى وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ

ولا تهتك أستار أهل الأقدار، فإن عثر صاحب كرم وشرف فليأخذ بيده ليكون قاضيا لحق آبائه أيها الماجد ابن الماجد كفاك شرفا أن يميل اليك أبناء الملوك وأهل الشرف يطأون بساطك ويقصدون حضرتك والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

(الباب الحادي عشر في مواعظ الحكماء)

قال الإسكندر أي ملك يتطاول على عسكره ورعيته فلا يأمن من الهلاك في أيديهم، فإن من لا يتدارك الأمور الجزئية فإذا باضت وفرخت لا يمكنه تداركها، وأي ملك لا يحترم العلماء يكون في أصله خطأ، وأي ملك يلاحي ويماري عسكره لا يفلح أبدا وأي ملك يتعود رسوم السوقة من البيع والشراء والنقد والوزن فلا يفلح أبدا، وأي ملك يصرّ على رأيه الخطأ فقد سعى في هلاك نفسه، وأي ملك رسم القواعد المحدثة والرسوم الباطلة، فاعلم أنه يموت ولا تموت ذنوبه وأي ملك لا يكون له كرم، فاعلم أنه لا يصلح للملك، وأي ملك انهمك في الخمر والزمر فقد ظفر عليه العدو من حيث لا يشعر وأي ملك اشتهر بالكرم والسخاء فابشر بطول سلامته، واعلم أن الإنسان يحتاج إلى الأصدقاء لأن الإثنين إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015