فلا تقصد أهل البيوتات القديمة فإنه مذموم، وإياك والبغي فإن البغي مصرعه وخيم، ولا تفتخر بالمملكة فإن الملك لا بقاء له ويكرم شجعان عسكره ويضاعف في عطاياهم فإنهم جناح المملكة، وإذا ظفر بالعدو فليعف عنه فإن العفو من شيم الكرام، ويتعاهد أجناد عسكره فإنهم جوارحه وأركان مملكته وقوة الوزير بالعسكر ويواسي القروح قبل أن يحتاج إلى الكي وإذا أظهر العداوة فليثبت عليها ثبات الليث على عداوته. ويعلم أنه إذا صلح خواص مملكته يصلح عوامها، وإذا فسد الخواص يفسد العوام.

واعلم يا علم الوزراء وطراز الرؤساء أدام الله لك المجد والبقاء ما بقيت الأرض والسماء أن القاضي قابل على الذم والثناء، فإن عدل فيدوم الثناء للملك وإن جار فلا يعدم ذاما (فصل) ومن منة الله عز وجل على هذا الصدر الكبير سيد الوزراء أن جعل له قاضيا هو فرد العالم في صورة عالم، ملك في صورة انسان يزين القضاء بمكانه ويشرف الدست بزمانه منزلته من الدين منزلة الصديق من الإسلام فالحمد لله الذي قصر الفضائل عليه حتى أشير بالأصابع اليه، وينبغي للوزير الممكن والرئيس المطاع أن يتحنن ويترحم على البريء ويغضب على الخائن من اللصوص والقطاع فإن الترحم على هؤلاء من طبع النسوان وقد قال الله تبارك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015