فقد قال صلّى الله عليه وسلم: لا خير في بدن لا يمرض، ولا في مال لا يصاب. ويقول: أنين المريض تسبيح وحنينه تهليل كم قد نعمت وسلمت، يا نفس، فاصبري وتصبري فقد عشت خمسين سنة أو تسعين في عافية ونعمة فاصبري في هذه الأيام لتنالي أجر الصابرين، فإن صبرت فمأجورة، وإن لم تصبري فجبورة فاشكري الله تعالى اذ لم يجعل سقمك أكثر من صحتك فلو أسقمك جميع عمرك ما كنت تصنعين؟ قولي لي: أتخاصمينه أم تحاربينه، العبد عبده والأمر أمره. وقد قال صلّى الله عليه وسلم ما أصاب المسلم شيء إلّا كان كفارة له. يا نفس اصبري فلعل هذا المرض يكون نصيبك من الدنيا أو من العذاب فقد فسر أبي بن كعب رضي الله عنه وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ

قال: المصيبة في الدنيا. ثم يسلي نفسه بعزاء الله تعالى فيقول أما قال إبن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى جل وعلا وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ

قال أخبر الله عباده أن الدنيا دار بلاء وإنه مبتليهم فيها وأمرهم بالصبر، فقال وبشر الصابرين ثمّ أخبرهم انه هكذا فعل بأنبيائه وأوليائه وصفوته تطييبا لقلوبهم فقال مستهم البأساء والضراء، فالبأساء الفقر، والضراء المرض، وزلزلوا بالفتن وأذى الناس إياهم فعلى العاقل أن يسلي نفسه لدى المصيبة والمرض حتى يجد ثواب الصابرين. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015