اختياره، ولا يجوز أن يقلعه بالرياضة وأنى له التناوش من مكان بعيد ولم يخل عنه رسول صلّى الله عليه وسلم، فقال: إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر. علاج الغضب فريضة فان أكثر الخلق انما يدخل النار بسببه، وعلاجه من وجهين أحدهما أن ينظر في سبب الغضب في باطنه فيقع في هاتيك الاسباب، وأسباب ذلك خمسة. (الاول) الكبر تكسره بالتواضع وتعلم أنه من جنس العذاب والناس كاسنان المشط وإنما يتفاضلون بالاخلاق. (والثاني) العجب وتفسير العجب استعظام نفسه وهو أن يرى نفسه عظيما بين الخلق أعطي شيئا لم يعط لأحد من الخلق وعلاج ذلك أن يعلم نفسه بأنه نطفة قذرة وآخره جيفة مذرة، وهو فيما بين ذلك يحمل العذرة. (الثالث) المزاح فيشتغل بقول الجد والاعمال المهمة. (والرابع) الملامة والتعيير وعلاجه أن يعلم أن كل أحد لا يخلو عن عيب والذي لا عيب له هو الله تعالى فليس لأحد أن يعيب أحدا. (والخامس) الحرص في طلب الجاه والمال فإن البخيل يغضب في حبة واحدة وإذا غضب السوقي فالحبة ترضيه وعلاج الغضب علمي وعملي. (أما العلمي) فإن يعلم آفة ذلك في دينه ودنياه فيقوم بمخالفة هذه الصفات فروح العلاج في كل باب هو المخالفة إذ بضدها تتبين الاشياء. (الثاني) أن يقرأ الآيات والاخبار الواردة في ذلك التي وردت من كظم