سبب غيبته فإن كان قد غضب منه بسبب ما فأي حمق أعظم من أن يدخل نفسه النار بسبب غيره فإن صلاحه مع نفسه (والرابع) أن يغتابه لأجل موافقة الناس (علاج ذلك) أن يعلم أن التعرض لسخط الله سبحانه وتعالى لأجل رضا المخلوق جهل عظيم وحماقة كبيرة (الخامس) أن يغتابه لأجل الحسد فعلاجه أن يعلم أن هذا اللجاج مع نفسه لأنه يكون في الدنيا في عذاب الحسد وفي الآخرة في عذاب الغيبة فيكون محروما من نعمة الدنيا والآخرة (السادس) أن يقوم يوم القيامة تحمل عليه أوزار الخصم ويساق إلى النار كما يساق الحمار في سوقه، ومن كان حاله هذا يرجى نفسه بالهذيان.
إعلم أن أصل الغضب من النار وله نسبة مرتبطة بالشيطان وأنه مخلوق من النار وصفة النار التحرك والإضطراب فلهذا كل من الغضب يضطرب ويتحرك بحيث لا يملك نفسه، ولقد خلق الله الغضب في الآدمي ليكون له سلاحا في دفع ما يضره عما ينفعه كما خلق فيه الشهوة لتكون آلة له في حذب ما ينفعه ولا بد له من هذين الجنسين الغضب والشهوة، ولكن إذا كان مسرفا في ذلك يضره فإذا فهمت أن الغضب لله فلا يجوز أن يتولى عليه حتى يسلب