أن تعامل ربك عز وجل بما تعامل به نفسك من هذا الأمر أما إن عكست ذلك فالأمر كما قال القائل
حبيبك إن الود عنك لعاتب تحب عدوي ثم تزعم أنني
وثانيا لأن الكفار حرب على الإسلام والمسلمين في كل مكان وبكل دياناتهم ومللهم ونحلهم يختلفون إلا على حرب الإسلام وضرب المسلمين منذ فجر الإسلام ومبدأ الرسالة وإلى أن تقوم الساعة والذي أخبرنا بذلك هو الله ومن أصدق من الله قيلا (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) حتى تكون ذيل لهم حتى تكون أسير عندهم حتى تكون تابع لهم حتى تتبع ملتهم (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) هكذا بين الله عز وجل لنا وهكذا أرشدنا وفي التاريخ تصديق ذلك تأمل صفحات التأريخ الغابر والحاضر تجد هذه العداوة الشديدة المعلنة والحرب الشعواء التي لا تهدأ نارها ولا يخبو أوارها كلما خبت أوقدها الكفار حربا طحونا ضروسا لكل من يقول لا إله إلا الله ثم يعتقد بعض الرعاع والسذج أن الكافر يمكن أن ينقلب بين عشية وضحاها صديقا للمسلم يمكن أن ينقلب صديقا للمسلم من أضل ممن يصدق هذا الكلام ومن أحقر وأسفه وأتفه ممن يعتقد بهذا الكلام وهو تكذيب لما أخبرنا به أصدق القائلين ربنا سبحانه وتعالى
من أحقر ممن يصدق بهذا الكلام إن الكافر صديق نفسه فقط صديق مصلحته فقط ويوم أن يظهر على المسلم ويقوى عليه يشهر سيف العداوة ويريق دمه ويمشي بين أوصاله وأشلائه كما قال الله عز وجل {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً} وقال تعالى {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} يرضوننا بأطراف ألسنتهم وبأفواههم وبمعسول الكلام ولذيذ القول
ويروغ عنك كما يروغ الثعلب يعطيك من طرف اللسان حلاوة