المبحث السابع مكانة الحرية في الدائرة الثانية من دوائر الدين، وهي دائرة (الإيمان)

المبحث السابع

مكانة الحرية في الدائرة الثانية من دوائر الدين، وهي دائرة (الإيمان)

وأما مكانة الحرية في الدائرة الثانية من دوائر الدين، وهي دائرة (الإيمان) والأحكام العقائدية العلمية، فتتجلى في أول أركان الإيمان هو الإيمان بالله (أن تؤمن بالله) وهذا الإيمان بالله هو بتوحيده وإفراده اعتقادا وعملا بكل ما أوجب على الإنسان إفراده به، وإخلاص العمل كله له وحده لا شريك له ومن ذلك:

1 - الإيمان بأنه وحده الملك فهو ملك السموات والأرض

قال تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:189]،وأن الله هو الملك {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون:116]،وأنه ملك الناس {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3)} [الناس:1 - 4]،فليس للناس ملك دونه أو سواه، وأنه لا شريك له في الملك {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء:111]،فأبطل كل دعاوى ملوك الأرض: {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر:16]،ويوم القيامة ينادي كما في الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،قَالَ:"يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ" (?)

فحرر الإنسان من كل عبودية للملوك وأبطل ملكهم وسلطانهم الجائر على عباده، وجاء الإعلان السماوي {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف:158] ..

2 - والإيمان بأنه وحده الرب الذي له السيادة والطاعة وحده لا شريك له:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015