المبحث السادس
حماية الحرية بمفهومها الوطني
وأما الحرية بمفهومها الوطني وهي التي تعني سيادة دار الإسلام ودولته، والاستقلال من الاحتلال الأجنبي ونفوذه، فقد شرع الإسلام أوجب الواجبات بعد الأركان الخمسة وهو الجهاد في سبيل الله، وجعله فرض عين حتى على العبد المملوك دون إذن مولاه، وعلى المرأة دون إذن زوجها (?)،فقال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة:190].
وعَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «ذِرْوَةُ سَنَامِ الْإِسْلَامِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، لَا يَنَالُهُ إِلَّا أَفْضَلُهُمْ» (?)
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"ذُرْوَةُ سَنَامِ الْإِسْلَامِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ" (?)
وذلك لحماية حرية الأمة وسيادتها من سلطان الأجنبي ونفوذه، إذ لا حرية وكرامة للفرد ولا للمجتمع في ظل وطن مسلوب الحرية والسيادة، وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وَأَمَّا قِتَالُ الدَّفْعِ فَهُوَ أَشَدُّ أَنْوَاعِ دَفْعِ الصَّائِلِ عَنِ الْحُرْمَةِ وَالدِّينِ فَوَاجِبٌ إجْمَاعًا فَالْعَدُوُّ الصَّائِلُ الَّذِي يُفْسِدُ الدِّينَ وَالدُّنْيَا لَا شَيْءَ أَوْجَبَ بَعْدَ الْإِيمَانِ مِنْ دَفْعِهِ فَلَا يُشْتَرَطُ لَهُ شَرْطٌ بَلْ يُدْفَعُ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ) (?)
فكل ما سبق بعض أحكام الحرية في دائرة الإسلام وأحكامه العملية ..
ـــــــــــ