المَرْأَةُ رَبَّتَهَا، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا كَانَ الحُفَاةُ العُرَاةُ رُءُوسَ النَّاسِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، فِي خَمْسٍ لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنْزِلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ) ثُمَّ انْصَرَفَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: «رُدُّوا عَلَيَّ» فَأَخَذُوا لِيَرُدُّوا فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فَقَالَ: «هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ» (?)

وهذه الدوائر الثلاث في الدين تبدأ بدائرة الإسلام وهي أوسع دائرة وأدناها، ثم دائرة الإيمان وهي أعلى منها، ثم دائرة الإحسان وهي أضيقها وأكملها، وأعلاها وأشملها.

فالحرية في دائرة الإسلام شرط للدخول في الإسلام وقبول الأعمال: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة:256] {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس:99] وقال {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} [هود:28]؟

فعقد الإسلام والدخول فيه قائم على حرية الإرادة والاختيار، وهي مناط التكليف كله، ومن أجلها شرع القتال في الإسلام لرفع الإكراه عن المستضعفين وتحريرهم من طغيان الملأ المجرمين. {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء:75]

وأول فرائض الإسلام هي الشهادة لله بالتوحيد، وتقوم على تحقيق الحرية الإنسانية ونفي عبودية الإنسان لغير الله جل جلاله فكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) بمعنى لا معبود ولا مطاع إلا الله، فهي نفي لكل عبودية لغير الله، وفي المقابل إثبات لحرية الإنسان وكرامته وعدم خضوعه وطاعته وخوفه مما سواه.

فلا معبود إلا الله تعني حرية الإنسان من عبودية كل من سواه!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015