اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا، وَمَنْ أَعْطَى أَحَدًا مِنْ مَالِ اللَّهِ شَيْئًا فَحَابَاهُ؛ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ» أَوْ قَالَ: «بَرَأَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ» (?)
ولقد قرر فقهاء الإسلام أنه يجب على ولي أمر المسلمين أن يختار لكل عمل اقدر الناس على القيام به وأصلحهم له امتثالاً لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58].فهذه الآية تفيد وجوب إسناد كل ولاية أو عمل إلى من هو له أهل دون محاباة ولا أثرة.
فالحرية والمساواة وجهان لعملة واحدة، والإسلام سوى بين الناس في أصل خلقتهم وتكوينهم، قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:13] {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1] وكذلك في الحساب {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران:195].
وبعض الناس يفضل تعبير العدالة على تعبير المساواة؛ لأن ثمت فروقاً بين الناس لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها، ومن ذلك الفروق بين الذكر والأنثى؛ فهناك فروق عضوية بيولوجية، وهناك فروق نفسية سيكولوجية، فجسم المرأة غير جسم الرجل، ونفسية المرأة غير نفسية الرجل، وقد قرأت اليوم -ربما بالصدفة- خبرين صدرا منذ مدة:
الخبر الأول: يتحدث عن أن الفرق بين الرجل والمرأة أعمق مما كان يعتقد، والمصدر وكالة إسيوشيتبرس، أن علماء أمريكيين قالوا: إن الاختلافات البيولوجية بين الرجل والمرأة أعمق مما كان يعتقد في السابق، وأضافوا أن دراستهم أثبتت ضرورة أخذ الجنس باعتباره متغيراً أساسياً عند إجراء البحوث الطبية، وجاء في تقرير أعده الباحثون في المعهد الطبي الأمريكي؛ أن الاختلافات بين الذكور والإناث تصل لمستوى الخلية البشرية؛ وقال العلماء