يسخطه، ولو حاكمنا الرأي والقول إلى العبودية لعلمنا أننا متعبدون لله - تعالى - في هذا الأمر العظيم بكف اللسان وحبسه ومنعه إلا فيما هو خير، والخير هو ما بينته الشريعة وهو ثابت في الأصل، وليس هو الخير المتغير في الفكر الغربي، وَمَنْ كان يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أو لِيَصْمُتْ.
وأختم هذه المقالة بالتنبيه على أمر أرى أنه مهم وهو أن كثيراً ممن يقررون الحريات أو حقوق الإنسان بمفهومها الغربي، ويستدلون لها بنصوص الكتاب والسنة، يقصرون نظرتهم في تقريرها على الأحكام الدنيوية، ويُخرِّجون ما يتعارض منها مع الحرية كالحدود تخريجات باردة، وإذا أُتي لهم بما يعارض الحرية مما له تعلق بالجزاء الأخروي، قالوا نحن لا نريد الأحكام الأخروية، فوافقوا الغربيين في قصر نظرتهم على الدنيا فقط من جهة، ومن جهة أخرى ارتكبوا جناية في حق الإسلام وفي حق من يقرأ لهم؛ لأنهم حين يقررون الحريات أو حقوق الإنسان يعلنون أنهم ينطلقون فيها من الإسلام، ويستدلون لها بنصوص من الكتاب والسنة، ومعلوم أن الإسلام لا يفصل بين الدنيا والآخرة. وبالله التوفيق. (?)
ــــــــــــ