على هدمه وسحقه. ذلك أن ثناءهم المكشوف - في هذا الزمان - أصبح متهما، وقد يثير الشبهات حول حلفائهم المستورين، الذين يعملون لحسابهم، في سحق الحركات الإسلامية في كل مكان .. بل لقد يبلغ بهم المكر والحذق أحيانا، أن يتظاهروا بعداوة وحرب حلفائهم، الذين يسحقون لهم الحق وأهله. ويتظاهروا كذلك بمعركة كاذبة جوفاء من الكلام. ليبعدوا الشبهة تماما عن أخلص حلفائهم، الذين يحققون لهم أهدافهم البعيدة! ولكنهم لا يكفون أبدا عن تشويه الإسلام وأهله .. لأن حقدهم على الإسلام، وعلى كل شبح من بعيد لأي بعث إسلامي، أضخم من أن يداروه .. ولو للخداع والتمويه!

إنها جبلة واحدة، وخطة واحدة، وغاية واحدة .. هي التي من أجلها يجبههم اللّه باللعنة والطرد، وفقدان النصير. والذي يفقد نصرة اللّه فما له من ناصر وما له من معين ولو كان أهل الأرض كلهم له ناصر وكلهم له معين: «أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ. وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً» ..

ولقد يهولنا اليوم أن نجد دول الغرب كلها نصيرا لليهود. فنسأل: وأين وعد اللّه بأنه لعنهم، وأن من يلعن اللّه فلن تجد له نصيرا؟

ولكن الناصر الحقيقي ليس هو الناس. ليس هو الدول. ولو كانت تملك القنابل الأيدروجينية والصواريخ.

إنما الناصر الحق هو اللّه. القاهر فوق عباده: ومن هؤلاء العباد من يملكون القنابل الأيدروجينية والصواريخ! واللّه ناصر من ينصره .. «وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ» واللّه معين من يؤمن به حق الإيمان، ويتبع منهجه حق الاتباع ويتحاكم إلى منهجه في رضى وفي تسليم ..

ولقد كان اللّه - سبحانه - يخاطب بهذا الكلام أمة مؤمنة به، متبعة لمنهجه، محتكمة إلى شريعته. وكان يهوّن من شأن عدوها - اليهود - وناصريهم. وكان يعد المسلمين النصر عليهم لأنهم - اليهود - لا نصير لهم. وقد حقق اللّه لهم وعده. وعده الذي لا يناله إلا المؤمنون حقا. والذي لا يتحقق إلا على أيدي العصبة المؤمنة حين تقوم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015