فأشار إلى النبي بـ "هذا"، وهو بينهم.

أما كلمة "ذلك، وتلك، وأولئك" فتشير بها إلى ما علمه المخاطب وسبق ذكره. أو يكبر من أن تمثله بين يديه. تقول بعد تمام الكلام: "ذلك" أي خذ ما ذكرنا. قال تعالى: {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ} (?).

وقال تعالى بعد ذكر داود عليه السلام:

{تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252) تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} (?).

وهكذا بعد ذكر أحكام المواريث قال تعالى: {تلك حدود الله} (?).

وقال أُمَيَّة بن أبي الصَّلْتِ (?):

تركتُ اللاتَ والعُزَّى جميعاً ... كذلك يفعلُ الرجلُ البصير (?)

وهذا كثير في القرآن وكلام العرب. وهم يفرّقون بين استعمالها لفوائد خاصة. ومن فوائد استعمال كلمة (ذلك) هاهنا دلالتها على أن اسم السورة المذكور قبها من القرآن، فإنها تشير إليه. ونظير هذا قوله تعالى:

{حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ}.

فأشار بكلمة {كَذَلِكَ} إلى المذكور آنفاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015