وقصدت خدمته (?) بحلب سنة سبع وعشرين وستمائة، وحضرت مجلسه واستفدت منه، وأقمت بمدرسته (?) التي أنشأها إلى جانب داره - رحمه الله - نحو سنة وكسر.
ولما وصل القاضى بهاء الدين إلى خدمة الملك الظاهر، وسيّره رسولا إلى الإمام الناصر لدين الله، وأصحبه من الهدايا أضعاف ما سيّره أخوه الملك الأفضل، ورتّبه في أبهة جميلة، وعدة من الجند أسنى لهم العطايا، وأعطى القاضى بهاء الدين ألفى دينار وخزانة من خلع وثياب ومصوغات ذهب وفضة، وقال:
«أنفق منها واخلع». ومضى بهاء الدين في مضارب وخيم وحجّاب وحشم، فأبلغ الرسالة، وعاد إلى صاحبه مكرّما.
وعاد القاضى ضياء الدين إلى الملك الأفضل بعد إبلاغ رسالته مكرّما محترما.