ذكر استيلاء الأمير عماد الدين
على مدينة حماة
وكانت حماة للأمير ظهير الدين (?) أتابك طغتكين - صاحب دمشق - قد تسلمها عقيب موت صاحبها شهاب الدين محمودين قراجا (?) سنة سبع عشرة وخمسمائة، ثم سلّمها الأمير ظهير الدين إلى الأمير بهاء الدين إبراهيم بن سوّار، ثم توفى إبراهيم بعد موت ظهير الدين، فولّى تاج الملوك بورى بن طغتكين - صاحب دمشق - حماة ولده بهاء الدين سونج بن بورى.
ولما كانت هذه السنة - أعنى سنة أربع وعشرين وخمسمائة - أرسل عماد الدين زنكى إلى تاج الملوك بورى بن طغتكين - صاحب دمشق - يستنجده على الفرنج، وأظهر العزم على الجهاد، فأجابه إلى ذلك، وأرسل من أخذ له العهود والمواثيق، ثم جرّد عسكرا من دمشق مع جماعة من الأمراء، وأرسل إلى ابنه سونج - صاحب حماة - يأمره بالتقدمة على العسكر والمسير بهم إلى خدمة عماد الدين زنكى، فساروا بأجمعهم إليه، فأكرمهم وأحسن ملتقاهم؛ وكان عنده الأمير صمصام الدولة خترخان (?)