للملك المظفر تقى الدين أبى الفتح محمود بن محمد، ولم يزل مالكها إلى أن توفى بها سنة اثنين وأربعين وستمائة، فملكها بعده ولده مولانا ومالك رقنا السلطان الملك المنصور ناصر الدين أبو المعالى محمد بن محمود بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب - رحمهم الله تعالى - فقد مضى من مدة ملكه وملك آبائه لها إلى يوم تأليف هذا الكتاب - وهو سنة إحدى وسبعين وستمائة - (?) نحو من سبع وتسعين سنة، ونحن نسأل الله سبحانه أن يديم ملكهم، وملك ذريتهم بها إلى يوم الدين.

ذكر كسرة الفرنج بمرج العيون

أجمع رأى السلطان ومن معه من المسلمين على أن يقتحموا على الفرنج بلادهم ويستوعبوا ما بقى في أيديهم من الغلات في يوم واحد ثم يرجعوا، فرحلوا صوب البقاع ليلة الأحد ثانى [209] المحرم سنة خمس وسبعين وخمسمائة.

ولما أصبح السلطان جاءه الخبر أن الفرنج قد خرجت فالتقاهم، فنصر الله المسلمين عليهم، فأسر فرسانهم وشجعانهم، وانهزمت رجالتهم في أول اللقاء، فكان في جملة الأسرى مقدم الداويّة (?). ومقدم الاسبتارية (?). وصاحب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015