فتقطعه والزرد [191] يمنعها من الوصول إلى رقبته، وأدرك السلطان مملوكه سيف الدين بازكوج (?) فأمسك السكين بكفه، فجرحه الباطنى فلم يطلقها من يده إلى أن قتل الباطنى وبضع وقطع، وجاء آخر فاعترضه الأمير داود بن منكلان [الكردى] فمنعه، وجرحه الباطنى في جنبه فمات، وقتل الباطنى، وجاء آخر فعانقه الأمير على بن أبى الفوارس وضمه من تحت إبطيه، وبقيت يد الباطنى من ورائه لا يتمكن من الضرب، ونادى [علىّ]:
" اقتلونى معه فقد قتلنى وأذهب قوتى ".
فطعنه ناصر الدين بن أسد الدين شيركوه فقتله، وخرج آخر من الخيمة منهزما، فثار عليه أهل سوق العسكر فقطعوه.
وركب السلطان إلى خيمته، وقد ارتاع لهذه الحادثة، ودمه سايل على خده، وطوق كزاغنده مبلول، واحتجب عن الناس، واحتاط، وضرب حول سرادقه على مثال خشب الخركاه (?) تأزيرا، وجلس في بيت خشب، واحترس من الجند فمن أنكره أبعده، ومن عرفه أقره.
ولازم حصار عزاز ثمانية وثلاثين يوما، وكان كل يوم أشد قتالا مما قبله وكثرت النقوب بها، فأذعن من بها، وتسلم القلعة حادى عشر ذى الحجة.