جميعا نسخا أخرى لمقارنة النص وضبطه وتقويمه، وأثبت هذه المقارنات والفروق والتصحيحات في الهوامش دائما، ثم دأبت على وضع خط تحت المراجع التي أخذ عنها المؤلف كلما ذكر ذلك ليتمكن الباحث من متابعة هذه المصادر وهذه النقول.
وقد لا حظت أن للرجل - رغم نقوله - منهجا واضحا يعتمد على النقد والمقارنة والمفاضلة بين النصوص، واختيار الأفضل والأوثق، فهو لا ينقل أخبار الحادثة الواحدة عن مرجع واحد، بل يبدأ النقل عن مرجع ما، فيأخذ منه سطورا، ثم ينتقل إلى غيره فينقل سطورا أخرى، وقد يعود إلى المرجع الأول فيأخذ عنه، أو قد يتم النقل عن مرجع ثالث أو رابع، وهكذا (?)، وهو أثناء هذا كله يقارن بين النصوص ويشير إلى الفروق بين آراء المؤرخين ويأخذ بالرأى الذى يراه هو صحيحا، مع تبرير هذا الاختيار (?).
ولم أكتف بمقارنة المتن على المراجع السابقة التي نص المؤلف على الأخذ عنها بل راجعته أيضا على مصادر معاصرة أخرى لم يشر إليها، مثل: مرآة الزمان لسبط ابن الجوزى، والروضتين لأبى شامة، لإيضاح أوجه الشبه والخلاف ولتنوير المتن وشرحه وضبطه.
ومن مصادر ابن واصل في هذا الجزء بعض تجاربه الشخصية، وبعض الروايات الشفهية التي ينقلها عن أصدقائه ومعاصريه، ومثال ذلك ما نقله عن فخر الدين بن بصاقة فيما يتعلق بكنيسة القيامة والاعتقاد في نزول النور من السماء في يوم سبت النور وهو اليوم السابق لعيد الفصح (?).