فهو يقول عند حديثه عن «أرناط» صاحب صيدا وشقيف أرنون: " وكان صاحب دهاء ومكر، وكان من كبار الفرنج وعقلائهم، عارفا بالعربية، وعنده اطلاع على شىء من التواريخ والأحاديث. . . قال القاضى بهاء الدين: وكان يناظرنا في دينه ونناظره في بطلانه، وكان حسن المحاورة، متأدبا في كلامه. . . إلخ "
- وقد انفرد ابن واصل هنا بالقول إن الخليفة العباسى الناصر لدين الله كان شيعيا، وذكر أن هذا كان السبب الذى دفعه إلى عزل ابنه أبى نصر محمد من ولاية العهد؛ وقد علّقت (?) على هذا الرأى مناقشا ومقارنا، لأننى لم أجد أحدا من المؤرخين المعاصرين الآخرين يوافقه عليه (?).
- وفى ص 353 نص هام وطريف يشير إلى كثرة الأجناس الأروبية التي اشتركت في الحملة الصليبية الثالثة، وإلى تعدد ألسنة الجنود واختلاف لغاتهم، وإلى الصعوبات التي كان يجدها رجال صلاح الدين عند استجواب الأسرى أو المستأمنين من هؤلاء الجنود؛ يقول النص: «فاجتمع في هذه الجموع من الجيوش الغربية والألسنة الأعجمية من لا يحصر معدوده، ولا يتصور في الدنيا وجوده. . .، حتى إنه إذا أسر الأسير، واستأمن المستأمن احتيج في فهم لغته إلى عدة تراجم، ينقل واحد عن آخر، ويتولى ثان ما يقول أول، وثالث ما يقول ثان. . . إلخ».
- وهذا الجزء دليل واضح على أن فن المفاوضات عند الانجليز فن قديم عتيق، يرجع تاريخه وتمتد جذوره إلى العصور الوسطى، فقد عنى ابن واصل