عن غيرك، وأنا أحتمل سيئاتكم مع عدم حسناتكم، أفلا تحتمل سيئة هذا إن صحت مع وجود حسنته؟ مع أننى والله لا أصدقك فيما تقول، وإن عدت ذكرته أو غيره بسوء (?) لأوذينك» فكفّ عن أذيته.
وبنى بدمشق دارا للحديث (?)، وأوقف عليها وقوفا كثيرة؛ وهو أول من بنى دارا للحديث فيما سمعنا به.
وبنى في كثير من بلاده مكاتب للأيتام، [166] وأجرى عليهم وعلى معلميهم الجرايات الوافرة.
وبنى مساجد كثيرة، ووقف عليها وعلى من يقرأ [بها] (?) القرآن [وقوفا جليلة] (4).
وحكى ابن الأثير [في تاريخه الكامل] (?): أنه أحصيت أوقاف نور الدين فكانت في كل شهر تسعة (?) آلاف دينار صورية، ليس فيها غير ملك صحيح شرعى باطنا وظاهرا، وأنه وقف ما انتقل إليه [من إرث والده] (?) أو وزن ثمنه، أو ما غلب عليه من بلاد الفرنج وصار سهمه.
(?) وكان مع هذه الفضائل شديد الوقار، عظيم الهيبة، ضابطا لناموس الملك مع أصحابه وأجناده إلى غاية لا مزيد عليها.