وبنى الجامع (?) الذى على شط العاصى بحماة - وهو جامع حسن - وإلى جانبه بيمارستان (?) من إنشائه.
وبنى بدمشق وحلب بيمارستانين (?) في غاية الحسن، ووقف عليهما الوقوف الجليلة.
وبنى الربط والخانقات للصوفية في جميع البلاد، وأدرّ عليهم الإدرارات الجليلة الكثيرة، وكان يحضر مشايخ الصوفية ويقربهم ويدنيهم ويتواضع لهم.
وبنى أيضا الخانات في الطرق، فأمن الناس، وحفظت أموالهم، وباتوا في الشتاء في كن من المطر.
وبنى أيضا الأبراج على الطرق بين المسلمين والفرنج، وجعل فيها من يحفظها، ومعهم الطيور الهوادى، فإذا رأوا من العدو أحدا أرسلوا الطيور، فأخذ الناس حذرهم، واحتاطوا لأنفسهم، ولم يبلغ العدو منهم غرضا.
وكان - رحمه الله - عنده أهل العلم في محل عظيم، وكان يجمعهم عنده للبحث والنظر، واستقدمهم إليه من البلاد الشاسعة، فمن جملة من قدم عليه: الفقيه قطب الدين الشافعى، فبالغ في إكرامه والاحسان إليه، فحسده بعض الأمراء عنده، فنال منه [يوما عند نور الدين] (?)، فقال له نور الدين: «يا هذا إن صح ما تقول فله حسنة تغفر له كل زلة تذكرها، وهى العلم والدين، أما أنت وأصحابك، ففيكم أضعاف ما ذكرت، وليست لكم حسنة تغفرها، ولو عقلت (?) لشغلك عيبك