من أهل الحاجة، ثم يصرف إليهم صدقاتهم، وكان برسم نفقته الخاصة (?) في كل شهر من جزية أهل الذمة مبلغ ألفى قرطاس مصرية (?) في كسوته ونفقته وحوائجه المهمة، حتى أجرة خياطه، وجامكية طباخه، ويستفضل منه ما يتصدق به في آخر الشهر.
وأما ما كان يهدى إليه من هدايا الملوك وغيرهم، فإنه كان لا يتصرف في شىء منه لا قليل ولا كثير، بل كان إذا اجتمع منه شىء يصرفه، ويخرجه إلى مجلس القاضى، فيحصل ثمنه (?)، ويصرف في عمارة المساجد المهجورة؛ وتقدم بإحصاء ما في محال دمشق من المساجد [الخراب] (?) فأناف على مائة مسجد، فأمر بعمارة ذلك كله، وعيّن له وقوفا، ولما أسقط نور الدين الجهات المحظورة (?) والمكوس - غير السجن - وقال لكمال الدين القاضى: «انظر أنت في ذلك، فاحمل أمور الناس فيها على الشريعة»؛ ولم يكون نور الدين يحاسب القاضى كمال الدين على شىء من الوقوف، ويقول: «أنا قد قلّدته أن يتصرف فيها بما يجب، ثم ما فضل من مصارفها وشروط واقفيها يصرف في بناء الأسوار وحفظ الثغور».
وبنى (?) - رحمه الله - أسوار بلاده جميعها وقلاعها، فمنها: حلب، وحماة، وحمص، ودمشق، وبارين، وشيزر، ومنبج، وغيرها من القلاع والحصون، وحصّنها