ثم كتب بعد ذلك بالقلم الجافى:

«تحقيقا للحق، وتمحيقا للباطل، ونشرا للعدل، وتقديما للصلاح الشامل، وإيثارا للثواب الآجل على الحطام العاجل، وتأميلا لحسن الخلف من الله الكافى الكامل، وتخليصا للذمة من درك المظالم، وتنزيها للنفس من درن المآثم، واستعفاء من تحمل الأوزار، واستغناء بما أولاه الله من سابغ المدرار (?)، وشكرا لما أولاه من الفضل الجسيم والمنح العميم، وهداية إلى الصراط المستقيم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

فاعلموا رعاكم الله ما أمرناه، واسكنوا إلى ما قرّرناه، واشكروا الله على ما سهّله وسنّاه، وأجز له من فضله وأسناه، [163] وأيقنوا أن ذلك [الإنعام] (?) العام مستمر على الدهور، وباق إلى يوم النشور، «و {كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاُشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (?)}»، وسبيل كل واقف على هذا المثال من الولاة والنواب والأصحاب والأعمال (?) والعمال - أعزّهم الله - حذف ذلك كله، وتعفيّة رسومه، ومحو آثاره، ودحض أوزاره، وإزالة أوضاره، وصون جمال الدولة عن شين عاره، وإطلاقه على الإطلاق من غير تبديل يحل عقده، ولا فسخ يكدر ورده، {فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (?)}».

والتوقيع الأعلى: «حجّة لمضمونه ومقتضاه، وليمتثل الأمر فيه إن شاء الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015