السير في الطلب، ولا معرفة لها بسرعة الانعطاف في الكر والفر في المعركة، فنحن نركبها ونروّضها بهذا اللعب، فيذهب عنها جمامها، وتتعود [157] سرعة الانعطاف والطاعة لراكبها في الحرب، فهذا والله هو الذى يبعثنى على اللعب بالكرة».
وحمل إليه من مصر عمامة من القصب الرفيع مذهبة، فلم يحضرها عنده، فوصفت له، فلم يلتفت إليها، وبينما هم معه في حديثها إذ قد جاءه رجل صوفى، فأمر بها له، فقيل له: «إنها لا تصلح لهذا الرجل، ولو أعطى غيرها كان أنفع له (?)»، فقال: أعطوها له، فإنى أرجو أن أعوض عنها في الآخرة»، فسلمت إليه، فسار بها إلى بغداد، فأباعها بستمائة دينار مصرية (?)، أو سبعمائة دينار (?).
وأما (?) عدله فذكر أنه كان بدمشق يلعب بالكرة فرأى إنسانا يحدّث آخر ويشير بيده (?) إليه، فأرسل إليه وسأله عن حاله، فقال: «لى مع الملك العادل حكومة، هذا غلام القاضى ليحضره إلى مجلس الحكم يحاكمنى على الملك الفلانى»،