له خيمة في الميدان القبلى الأخضر، وأمر بوضع المنبر، وخطب القاضى شمس الدين ابن الفراش (?) - قاضى العسكر - بعد أن صلى به؛ ثم مدّ السماط العام، وأنهب على عادة الترك، وعاد [نور الدين] إلى القلعة، ومدّ خوانه الخاص.
وفى غد هذا اليوم - وهو يوم الاثنين [154] ثانى شوال - ركب في خواصه وأصحابه، ودخل الميدان والأمير همام الدين مودود (?) - وهو من أكبر أمرائه - يسايره، فقال لنور الدين: «هل نكون هنا في مثل هذا اليوم في العام القابل؟». فقال نور الدين: «قل هل نكون هنا بعد شهر؟ فإن السنة بعيدة» فجرى على منطقهما (?) ما جرى به القدر السابق، فإن نور الدين لم يصل إلى آخر الشهر، وهمام الدين لم يصل إلى آخر العام.