ثم لما توفى العاضد وزالت دولتهم قالت دعاتهم: إن الإمامة بعده لابنه داوود ابن العاضد، ولقبوه «الحامد لله (1)»؛ ثم توفى داوود هذا في أيام الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن أيوب في الحبس، ثم قالوا إنها صارت بعده لابنه سليمان (?) ابن داوود بن العاضد، وكان هذا سليمان قد أدخلت أمه إلى داوود في الحبس سرا فوطئها داوود فحبلت بسليمان، ثم حملت الجارية إلى الصعيد فولدت سليمان، وترعرع (?) وخفى أمره من الدولة الأيوبية عند بعض الدعاة، فأعلم السلطان به، وأظنه (?) الملك الكامل بن الملك العادل، فظفر به وحبسه بقلعة الجبل (?)، وسافرت إلى مصر سنة إحدى وأربعين وستمائة، وكان سليمان هذا حيا، وسمعت أن دعوة الإسماعيلية المصريين له، ولهم فيه اعتقاد عظيم، ورأيت من اجتمع به (5) وتحدث معه، فسألته عنه، فأخبر (?) أنه في غاية الجهل والغباوة؛ ثم توفى هذا سليمان بن داوود ابن العاضد بقلعة الجبل في شهر شوال سنة خمس وأربعين وستمائة في أيام السلطان الملك الصالح بن الكامل - رحمه الله - ولم يخلف ولدا ذكرا فيما نعلمه، وسمعت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015