واتفق لأيوب مع ولده صلاح الدين يوسف شبيه ما اتفق ليعقوب مع ابنه يوسف - عليهما السلام - حين قدم على ولده، ووجده متملكا للديار المصرية، وقال: {اُدْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ (?)}». وذكر أنه لما خرج ولده الملك الناصر صلاح الدين والخليفة العاضد إلى لقائه، واجتمعا به قرأ بعض المقرئين: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ (?)}» - الآية -
ولما اجتمع صلاح الدين بأبيه سلك معه من الأدب ما جرت به عادته، وفوّض إليه الأمر كله، فأبى ذلك عليه أبوه وقال له: «يا ولدى ما اختارك الله لهذا الأمر إلا وأنت كفؤله، فلا ينبغى أن تغير مواقع السعادة» [115] فحكّمه في الخزائن بأسرها، وأنزله اللؤلؤة (?) المطلة على خليج القاهرة، فأنشده يوما ابن أبى حصينة (?) وغضّ من خلفاء مصر: