والسلطان الملك الصالح نجم الدين بالديار المصرية، وعساكره مع الصاحب معين الدين بن شيخ الشيوخ، وقد استولوا على أعمال الملك الناصر داود، ولم يبق بيده غير الكرك وأعمالها والصلت وعجلون، والملك الصالح عماد الدين محصور بدمشق ومعه الملك المنصور صاحب حمص.
ذكر استيلاء السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب
على دمشق وهو استيلاؤه الثانى عليها
ولما نازل الصاحب معين الدين دمشق وضايقها (?)، لم يكن للملك الصالح إسماعيل والملك المنصور إلا طلب الأمان وتسليم دمشق إلى الملك الصالح نجم الدين لأنهما علما أنه لا طاقة لهما بعساكر مصر لكثرتها، وقلة من عندهم من العسكر، مع فناء ما بقلعة دمشق من الذخائر. وتخلى عنهم الحلبيون، وليس معهم مدد، فراسلوا الصاحب معين الدين، فتسلم الملك، ورحل الملك الصالح [إسماعيل] (?) إلى بعلبك، ورحل الملك المنصور إلى حمص. ودخل الصاحب معين الدين البلد وتسلمه.